دولة اسرائيل دولة المحبة و السلام .
مساهمات إسرائيلية في مجال الهايتك غيرت وجه العالم
لطاقة الشمسية
إن فكرة تكثيف الطاقة الكامنة في أشعة الشمس قديمة جدا، وتروي الأساطير أن أرخميدس استعمل الدروع المصقولة لتسليط ضوء الشمس المبهر على الأسطول الروماني الغازي خلال حصار سيراقوسة عام 212 قبل الميلاد، كما أن ليوناردو دافنشي استخدم الطاقة الكهربائية المكثفة لبلوغ درجة الحرارة المطلوبة لصهر النحاس في القرن ال 15 الميلادي. ولكن لم ينجح أحد حتى أواخر القرن العشرين قبل "صناعات لوز" الإسرائيلية في أورشليم القدس، في بناء أول محطة تجارية قادرة على تسخير أشعة الشمس في توليد الطاقة للتوزيع التجاري على آلاف المستهلكين. وقد تم إنشاء الشركة إبان أزمة أسعار النفط العالمية في السبعينيات، ثم أقفلت أبوابها بعد بضع سنوات، وحين هبطت أسعار النفط. ولكن المحطات التسع التي أنشأتها في صحراء موجافي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، المطلة على بحيرة هاربر، والمعروفة جماعيا باسم "منظومة توليد الطاقة"، ما زالت تولد 353 ميغاواط من الكهرباء التي يستهلكها 400 ألف مستهلك في منطقة لوس أنجلس الكبرى.
وفي السنوات الأخيرة، وفيما عادت أسعار النفط لترتفع مرة أخرى وبدأ القلق إزاء الانحباس الحراري يقض مضاجع الناس، تجدد الاهتمام بالتكنولوجيا الحرارية الشمسية التي كانت طورتها شركة "لوز"، والتي تستخدم صفوفا طويلة من المرايا المقعرة لتسخين السوائل وتوليد البخار الذي يدير التوربينات التقليدية. أما شركة "سوليل" الإسرائيلية التي امتلكت وطورت تكنولوجيا "لوز" الأصلية، فتقوم حاليا ببناء محطات حرارية شمسية جديدة لشركات الكهرباء العامة في كل من كاليفورنيا وإسبانيا.
وما الكهرباء الشمسية إلا واحدة من التقنيات التي أضحت جزءا من الحياة اليومية للعالم أجمع، دون أن تعلم سوى قلة قليلة من الناس أن أصلها وبداياتها في دولة إسرائيل.
وفيما يلي عدد من الأمثلة الأخرى التي من شأنها مفاجأة معظم الناس.
الرسائل الفورية
لقد أصبح التبادل الفوري للرسائل عبر الحواسيب الموصولة بشبكة الإنترنت أمرا يوميا مألوفا، ولكن قبل فترة طويلة من إكساب الشركات العملاقة من أمثال مايكروسوفت وأميركا أونلاين لهذه الخدمة الشعبية التي تتمتع بها حاليا، تم تقديمها باسم "آيسيكيو" (ICQ) من قبل شركة "ميرابيليس" التي أسسها في أواسط التسعينيات أربعة إسرائيليين شبان. وبطريقة "التسويق الفيروسي" التي كانت طريقة فريدة آنذاك، حيث اعتمدت على تقديم المنتج مجانا دون أي التزام ودون الإعلانات الدعائية، من أجل بناء قاعدة استهلاكية، استطاع برنامج ICQ تعبئة ما يقارب المائة ألف مستخدم مخلص قبل أن يتم بيعه لشركة AOL (أميركا أونلاين) سنة 1998 بمبلغ مقداره 400 مليون دولار.
الذاكرة النقالة (DISK ON KEY)
هي الذاكرة الفلاش التي قام بتطويرها دوف موران من شركة M-Systems الإسرائيلية المتخصصة في ذواكر الحواسيب. وقد استبدلت شركة سان ديسك خلال العقد الأخير الأقراص المرنة والأقراص المدمجة بهذا النوع من الذواكر كواسطة مفضلة لنقل البيانات بين الحواسيب. وفي سنة 2005، وبعد 5 سنوات فقط من إنزال ذواكر "الديسك أو كي" إلى الأسواق، أدرجت مجلة PC World Magazine هذا الجهاز النقال في المركز التاسع ضمن قائمة أفضل 50 جهازا تكنولوجيا في العقود الخمسة الأخيرة. هذا الجهاز عبارة عن دائرة إلكترونية على شكل إصبع مغطى بالبلاستيك أو أحد المعادن أو المطاط صغير الحجم إلى حد يمكّن حامله من ربطه بسلسلة مفاتيحه وعند الحاجة إدخاله في وصلة ال-USB الموجودة في معظم الحواسيب، وقد تم اعتماده من قبل شركات إنتاجية أخرى كسواقة أقراص أو سواقة فلاش صغيرة، حيث أصبحت هذه التقنية أساسا لإنتاج أجهزة صغيرة أخرى مثل مشغلات الموسيقى النقالة ال- MP3، كما بدأ عدد من شركات الاسطوانات فعلا في إصدار ألبومات مشاهير الفنانين على "أصابع" ال-USB. ويتوقع أن يبلغ عدد الأجهزة المعتمِدة على تكنولوجيا الذواكر الفلاش 175 مليون قطعة خلال العام الحالي، حيث ارتفعت أرقام المبيعات خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة سنوية تبلغ 66%. وفي أواخر عام 2006 أقدمت شركة سان ديسك الرائدة العالمية في هذا القطاع على شراء شركة M-Systems الإسرائيلية وذلك من خلال صفقة تبادل أوراق مالية بقيمة 1.5 مليار دولار.
برمجيات مضادات الفيروسات
في أواخر ثمانينات القرن الماضي شكل انتشار البرامج المخادعة المسماة بالفيروسات عبر الأقراص "الملوثة" أو شبكة الإنترنت الفتية آنذاك تهديدا للتوسع السريع في استخدام الحواسيب. وكان من بين رواد تطوير برمجيات مكافحة ذاك التهديد المتنامي للفيروسات، أربعة طلاب في الجامعة العبرية بأورشليم القدس، وكان واحدا منهم رئيس بلدية أورشليم القدس الحالي، نير باركات. وكان الفيروسان الأكثر تهديدا في تلك الأيام فيروس البنغ بونغ الذي كان يُظهر على شاشة الحاسوب كرة واثبة وقد تم اكتشافه لأول مرة في جامعة تورينو سنة 1988. أما الفيروس الثاني فأطلق عليه "الفيروس الباكستاني" وتناقلت بين الناس أسطورة مفادها أن شقيقين من مدينة لاهور الباكستانية هما اللذان اخترعاه. وقد ظهر أيضا فيروس ثالث سمي "فيوروس أورشليم" لأنه اكتشف في أورشليم القدس. وكان هذا الفيروس يدمر ملفات هامة في الحاسوب، ولكنه كان ينفذ اعتداءاته فقط في يوم جمعة يوافق ال-13 من الشهر. وكان الفيروس تنتقل عدواه من خلال الأقراص الملوثة به وكان تأثيره يقتصر على الحواسيب المزودة بمعالج إنتل 286 الذي كان من المعالجات الأكثر شعبية في تلك الحقبة.
وقد شكل الطلاب الإسرائيليون الأربعة شركة حملت اسم BRM Technologies، وكان منافسها الرئيسي مضاد الفيروس "توربو" من تطوير شركة كرمل لهندسة البرمجيات بمدينة حيفا الإسرائيلية. وقد باعت شركة BRM تكنولوجيتها فيما بعد لشركة برمجيات "سيمانتك" واستخدمت الأموال التي حصلت عليها عبر هذه الصفقة في الاستثمار في شركات إسرائيلية أخرى، من أهمها شركة "تشيك بوينت" لتقنيات البرمجة، والتي أصبحت شركة رائدة عالميا في مجال حماية شبكات الحواسيب من الاعتداءات الخارجية، بفضل برنامجها ال- firewall- الجدار الناري.
سنترينو والواي فاي (Wi-Fi)
أصبح الاتصال اللاسلكي للحواسيب المحمولة "اللابتوب" بشبكة الإنترنت من الأمور المألوفة في أيامنا هذه، علما بأن هذه التقنية تعتمد في جزء هام منها على حزمة تقنيات "سنترينو" لمعالِجات الحواسيب والترابطية اللاسلكية التي طورتها شركة إنتل التي تعتبر أكبر وأشهر شركة منتجة لرقائق الحاسوب، في مصانعها في إسرائيل. وكانت "إنتل" بدأت نشاطها سنة 1974، ويبلغ عدد موظفيها في إسرائيل اليوم 7000 شخصا يعملون في مراكزها في كل من أورشليم القدس وبيتح تكفا وحيفا، ومعاملها الإنتاجية في أورشليم القدس ومدينة كريات غات الجنوبية. وقد بلغت صادرات "إنتل" من إسرائيل إلى الخارج 1.54 مليار دولار.
إنترنت وهواتف
خلال العقد الأخير أحدثت الروابط التي تم إنشاؤها في خدمة الاتصالات الهاتفية الدولية والخارجية تراجعا هائلا لأسعار المكالمات.
ولكن لا تعلم سوى قلة من الناس المستفيدين من هذه الاتصالات المحسنة والمتاحة مع الشركاء التجاريين والأهل والأصدقاء بأن ما يسمى بالفويب (VoIP (Voice over Internet Protocol) كان قد تم تطويره على نطاق تجاري لأول مرة في شهر فبراير شباط من عام 1995، في مختبرات شركة VocalTec Communications الإسرائيلية.
كاميرا في حبة كاميرا في حبة - تطوير إسرائيلي
قام غفريئيل عيدان، وهو عالم في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بتطوير مجموعة من الأجهزة المتناهية الصغر تتضمن مصدر طاقة وكاميرا ومصدر ضوء وجهاز إرسال تتسع لكلها كبسولة دواء يمكن ابتلاعها لغرض تشخيص الأمراض والأضرار اللاحقة بالجهاز الهضمي، وهو ما يعتبر ترقية للأجهزة الأقل فعالية من التنظير الداخلي وتنظير القولون.
وكان البحث الذي قام به عيدان هو القاعدة التي تم عليها إنشاء شركة Given Imaging في بلدة يوكنعام المجاورة لحيفا في أواخر التسعينات، والتي تمخضت عن الكاميرا داخل حبة. والمبدأ بسيط، حيث يتم ابتلاع الكبسولة لتبدأ التقدم من خلال الوظائف الطبيعية للجسم على امتداد الجهاز الهضمي، وتقوم بإرسال صور لداخل المريء، فالمعدة فالمعي الدقيق فالمعي الغليظ، تلتقط كلها في جهاز تسجيل يتمنطق به المريض، ثم يتولى الطبيب معاينة الصور على حاسوبه. وقد حصل هذا الاختراع على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ال FDA والسلطات الأوروبية، فباتت الكاميرا مستخدمة بكثرة في القارتين الأمريكية والأوروبية على حد سواء.
الري بالتنقيط الري بالتنقيط- تطوير إسرائيلي
من المسلم به أن المهندس الإسرائيلي المولود في بولندا سيمحا بلاس، والذي كان من مؤسسي شركة "ميكوروت" الإسرائيلية للمياه سنة 1937 هو الأب الروحي للري الحديث بالتنقيط. فقد قام بلاس وابنه يشعياهو في الخمسينات بتصميم نقّاطات منخفضة الضغط تستطيع إيصال ما بين لتر وعشرين لتر من الماء في الساعة إلى النباتات، على نحو يتحاشى فقدان المياه التي كانت تروي الحقول بطريقة الرش. أما اليوم، فهذه الأجهزة المتدنية الثمن مستخدمة في مناطق قاحلة حول العالم، وأصبحت شركة "نيتافيم" التي أنشأها بلاس بالشراكة مع عدد من القرى التعاونية – الكيبوتسيم - تشغّل 2200 عامل ضمن 13 مصنعا متوزعة على 11 بلدا، بالإضافة إلى نشاطها في 100 بلد آخر.