كعادتها وكما درجت في سياساتها القائمة على المماحكة والمناكفة بالإعتماد على منطق التهويل والتهليل والتضليل والكذب المُباح، تصرّ قناة الجزيرة على الخوض في الدم ورش الملح على الجراح، وللأسف أنها ترى في القضية الفلسطينية ساحة للشيطنة وفعل الأباليس للنيل من كل ما هو فلسطيني وبتركيز إستراتيجي موجّه لتشويه وشطب وإلغاء القيمة الوطنية والنضالية والتاريخية لـ م.ت.ف وقيادتها وضعت على الدوام حركة فتح برمزيتها الكفاحية في بؤرة الإستهداف المشبوه والمخطط والمبرمج لخدمة أهداف ومرامي جهات دولية وإقليمية مضادة للحقوق الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني في مرحلة تمكنت القيادة الفلسطينية من نزع شرعية الإحتلال وتحقيق نجاحات سياسية وازنة على المستوى الدولي .
لذلك فإن الهجمة الإعلامية والسياسية المأجورة، والتي تجاوزت كل الأصول المهنية والأخلاقية والقومية وتتواصل بكل حقارة وخسة ضد القيادة الفلسطينية ،، لا يمكن المرور عليها مرور الكرام والإكتفاء فقط بردود أفعال وتصريحات وبيانات صحفية من كل المستويات ،، لأن المشكلة ليست في قناة الجزيرة بل بمن يقف خلف هذه القناة الفتنوية الحاقدة، وما يخططون له ويدبرون بليل ثم يتحوّل إلى حفلات من العواء والنباح والثغاء والعويل على شاشة الجزيرة ،، ولا شك أن هذا العار الذي إسمه الجزيرة يجب أن يحمله ويتحمّل مسؤوليته أصحابه الأصليين الذين يتسترون بعباءات الزيف والرذيلة، ومن هنا جماهير الشعب الفلسطيني إنتفضت سخطاً وغضباً ضد هذا الفجور غير المسبوق من قِبَلْ قناة العيديد والسيلية وإمتداداتها الإسرائيلية والفارسية والإخوانجية على حد سواء .
بدلاً من الإنسياق وراء الأهداف المشبوهة والحملة الظالمة التي توهمت الجزيرة بأنها ستكون القشة التي قصمت ظهير البعير وستكون بداية ثورة وإنتفاضة تسقط النظام السياسي الفلسطيني كما حصل في تونس، لأن الشعب الفلسطيني قد قرأ مسبقاً تلك الأهداف وخَبِرها على مذبح الدم والمعاناة، لذلك لم يقع فريسة للتضليل الصادر من قواعد العيديد والسيلية القطرية ...
إن هذا الفشل الكبير في تنفيذ المخطط الإجرامي والتدميري الذي قادته الجزيرة لحساب نتنياهو / ليبرمان وخدمة لأوهام مشعل / نجاد . يجب أن يشكل رسالة واضحة وصريحة ( أن ليس كل الطير يؤكل لحمه ) ... إن اللحم الفلسطيني مُر وشديد المرارة ... ولن تسقط قلاعنا فهي أقوى وأصلب من التشكيك والتشهير وعبث العابثين ... فكل الدعم والإسناد للقيادة الفلسطينية ولكن مطلوب مواقف واضحة وصريحة تعيد الإعتبار لهيبة القضية الفلسطينية وتوقف مرة واحدة وللأبد مثل هذا التطاول الغبي والأحمق على شعبنا الفلسطيني وقيادته الشرعية ، وهنا لا بد وأن نسجل بإحترام هذا المستوى العالي من الوعي الوطني الذي سيطر على كل فئات وشرائح شعبنا في التعامل مع تسريبات وتخريبات وشطحات جزيرة العيديد والسيلية ، وكالعادة أثبتت هذا الشعب المناضل قدرته على كشف الغث من السمين ورد كيد المتآمرين إلى نحورهم.