في حَادِ العَشْرِ مِنَ السّبْتِمبَر..
وَمُلوكُ بَوادِ العَرَبِ
وَصَحْراءِ الثّوْرَةِ القَاحِلَةِ، بِدَمِنا تَسْكَر ..
في يومٍ هَزَّ بَياضَ البَيْتِ
و َوَقَفَ الهَرَمُ المِصْريُّ لِيَزْأَر ..
في يومٍ صاحَ بِهِ الرّشّاش
وسُرِق مُسَدّسُهُ الأسْمَر ..
جاءَ الشُّرطيّ بجثة نسر
سَجّلَ صَفَحاتٍ لا أَكثَر ..
نَذكُرُ مِن بَيْنِ دموعِ القُدْس
بَعْضاً ما قرَأَت في المَحْضَر ..
أنّ جَريْمَتَهُمْ ضِدَّالمَجهُول
وَجُيوشُ العَرِبِ فَقَطْ مَنْظَر ..
أنّ جَريمَتَهم فِعلاً صَعبَة
واللهُ على الظّالِمِ أكبَر ..
سَجَّلَ صَفَحاتٍ للعارِ
وذُنوبٌ باتَتَ لَنْ تُغفَر ..
يا شُرْطِيَّ الذُّلِّ العَرَبِي
يَكْفي سِلْماً يَكْفي بَيْعاً
في مَعْرَكَتي دَعْني وَحْدي
لَنْ أتَخاذَل لَنْ أَتَقَهْقَرْ ..
***
في حادي العَشْرِ مِنَ التّشْرينِ الغُول..
حِينَ رَأَيْنا خِصْيَةً سَيْفِ العَرَبِ المَشْلول ..
وَبَياناً لِلنّعْيِ مُوَحَّد
لا يَتْلوهُ إِلّا المَذلُول ..
تَمْلَؤُهُ حُروفٌ عِبْرِيّة
والخِتْمُ بِنَجْمَةِ داودٍ مَجْبول ..
والحاكِمُ والمالِكُ والسّلْطان
ووالي العَهْدِ ورَاعي النّهْدِ المسطول..
رَفَضَ جَنازاتَ العِزِّ بِرامَ الله
حَتى لا يَخْرُج مَقْتول ..
والهرَمُ لِفِرعُوناتِ العُهْرِ افتُتِحَت
رَقَصوا فيها على جُثّةِ فارِسِنا المَحْمول..
****
في حادي العَشْرِ مِنَ التّشْرينِ الغُول..
حينَ نَظَرْنا في رام الله
كانَتْ ثَورَة ، كانَ الأُسْطول..
شَوارٍعُها بالدّمْعِ تَسيل
ورصاصٌ يُعْزَفُ باليَرغول ..
استُقبِل فيها فارِسُنا
بل سَيفُ اللهِ المَسْلول ..
وجَوادُهُ تَنْتَحِبُ أَمامَهْ
تَخشى آتِيها المَجْهول ..
والشَّعْبُ الفاقِدُ لصوابِهِ صارِخْ :
يا رَبِّ لماذا قَتَلْتَ رَسول؟؟
هلْ باتَ الشّارِعُ مُكْتَظّاً
وكلُّ عظيمٍ سَوفَ يزول ؟؟
أمْ باتَ الشّارِعُ دُونَ رَقيب
للعَرصِ سُيوفٌ وَرُكوعٌ وطُبول..
هل جُبِلَ لِباسُ الشاطِئِ بالثورة
وكوفِيّةُ البِزّةِ الخَضراءَ تَزول..
أم حُكِمَ علينا بالبَسمةِ عِنوَةَ
ودموعُ رَحيلِهِ تحتَ قناعي سُيول..
يا ربِّ الألسُن قَد رُبِطَت
وغيرُ اسم الياسر لن أقول
تحيـــــاتي .... ابن الياسر